تقنية التعرف على الوجه
تعد تقنية التعرف على الوجه في الهواتف الذكية تطبيقاً واضحاً للذكاء الاصطناعي. فمثلاً يعتمد هاتف آيفون وبالتحديد كاميرا TrueDepth الأمامية على تقنية التعرف على الوجه لبناء خريطة كاملة لوجهك والتقاط صورة بالأشعة تحت الحمراء لوجه المستخدم.
بعد ذلك تقارن خوارزمية التعلم الآلي “عملية مسح الوجه” بما تم تسجيله مسبقاً لبيانات الوجه، وبهذه الطريقة يُمكن تحديد ما إذا كان سيتم إلغاء قفل الجهاز أم لا.
تتكيف ميزة FaceID تلقائياً مع التغييرات في مظهر المستخدم مثل نمو شعر الوجه لدى الرجال أو وضع مستحضرات تجميل لدى النساء أو ارتداء قبعات أو نظارات أو عدسات لاصقة.
هناك نظام آخر من أنظمة التعرف على الوجه بالذكاء الاصطناعي والتي يتم استخدامها في فلاتر سناب شات على سبيل المثال. هذا النظام يعتمد على الكاميرا الأمامية لهاتفك من أجل البحث عن الملامح المميزة في الوجه. مثل تحديد العيون والأنف والفم، بعد ذلك يتم استخدام الخوارزميات لتثبيت الملصقات والتزامن مع حركة الوجه والأفعال المختلفة مثل أن يكون الفم مفتوحًا، وما إلى ذلك.
هذا النظام لا يهدف إلى التعرف على الوجه من أجل توثيق الهوية، بل أنه موجه للبرامج والتطبيقات التي تبحث عن الوجوه لأغراض شبه ترفيهية. بينما يوجد أنظمة أكثر تقدماً مثل تحديد أوجه الغرباء، وهو يُستخدم عادًة في المنظمات الحكومية لأغراض أمنية.
محرر النصوص
تعتمد العديد من برامج تحرير النصوص اليوم على الذكاء الاصطناعي لتوفير أفضل تجربة كتابة. حيث تستخدم هذه البرامج خوارزميات البرمجة اللغوية العصبية لتحديد الأخطاء الإملائية واقتراح تصحيحات، كما هو الحال مثلاً في برنامج أوفيس وورد.
إلى جانب التصحيح التلقائي للنصوص، توفر بعض هذه الخوارزميات قابلية القراءة للنص، واكتشاف أي حالات نسخ وسرقة للمحتوى المكتوب، واقتراح إكمال تلقائي للمحتوى.
الشبكات الاجتماعية – أمثلة على الذكاء الاصطناعي
تعتمد منصات الوسائط الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر وانستقرام بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي للقيام بمهام مختلفة. فمثلاً تستخدم هذه الشبكات خوارزميات ذكاء اصطناعي تحدد اهتماماتك ثم توصي لك بمحتوى مماثل للمحتوى الذي تتفاعل معه.
كمثال آخر، يعمل المطورون على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي للتعرف على الكلمات الرئيسية والعبارات والرموز المرتبطة بمحتوى الكراهية بلغات مختلفة، ويُمكن للخوارزمية إزالة هذه المنشورات تلقائياً وبسرعة فائقة.
من الأمثلة الأخرى لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الشبكات الاجتماعية، فلترة وإزالة الرسائل العشوائية، واقتراح الرموز التعبيرية كجزء من النص التنبؤي، التعرف على الوجه لتمييز الأصدقاء داخل الصورة وغيرها.
روبوت الدردشة
يمكن أن يستغرق الحصول على استفسارات مباشرة من عمل بشري وقتاً طويلاً للغاية وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. حيث يقوم علماء الكمبيوتر بتدريب روبوتات المحادثة على تقليد أنماط المحادثة لممثلي خدمة العملاء باستخدام معالجة اللغة الطبيعية.
يمكن لروبوتات الدردشة الآن الإجابة على الأسئلة التي تتطلب إجابة مفصلة بدلاً من إجابة محددة بنعم أو لا. علاوة على ذلك، يمكن للروبوتات التعلم من التقييمات السيئة السابقة لضمان أقصى قدر من رضا العملاء.
لذلك تتجه الكثير من الشركات للاعتماد على روبوتات الدردشة للإجابة على الأسئلة الشائعة أو تلقي الطلبات وتتبعها.
خوارزميات التوصية
مثل توصيات الشبكات الاجتماعية، تعتمد منصات البث عبر الإنترنت كخدمة نتفليكس أو سبوتيفاي أو حتى خدمة مشاركة الفيديو الشهيرة يوتيوب، على نظام توصية متقدم يعمل بالذكاء الاصطناعي.
أولاً، يجمع النظام بيانات حول اهتمامات المستخدمين وسلوكهم باستخدام أنشطة مختلفة عبر الإنترنت مثل سجل البحث أو المشاهدة وغيرها. بعد ذلك، تقوم خوارزميات التعلم الآلي والتعلم العميق بتحليل البيانات للتنبؤ بالتفضيلات.
لهذا السبب ستجد دائمًا أفلامًا من المحتمل أن تشاهدها بناءً على توصيات نتفليكس ولن تضطر إلى مزيد من البحث للوصول إلى المحتوى الذي يلائمك.
خوارزميات البحث
تضمن خوارزميات البحث أن أفضل النتائج في صفحة نتائج محرك البحث لديها إجابات على استفساراتنا. ولكن كيف يحدث هذا؟
عادةً ما تتضمن محركات البحث مثل “جوجل” نوعًا من خوارزمية مراقبة الجودة للتعرف على المحتوى عالي الجودة، وبعدها يتم تقديم قائمة بنتائج البحث التي تجيب بشكل أفضل على الاستعلام الخاص بنا وتقديم تجربة مثالية للمستخدم.
تعمل هذه الخوازميات عبر عدة اتجاهات أولها فهم وتحليل ما تبحث عنه، ثم اقتراح موضوعات مرتبطة عالية الجودة من مصادر مختلفة.
منع الاحتيال المالي
كيف يمكن لمؤسسة مالية تحديد ما إذا كانت المعاملة احتيالية؟ في معظم الحالات، يكون حجم المعاملات اليومية مرتفعًا جدًا بحيث لا يستطيع البشر مراجعة كل معاملة يدويًا. بدلاً من ذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أنظمة تعرف أنواع المعاملات الاحتيالية.
تستخدم المنصات المتخصصة في هذا المجال الشبكات العصبية للتنبؤ بالمعاملات الاحتيالية، وذلك يشمل المعدل الأخير للمعاملات وحجم المعاملة ونوع البائع وغيرها.
الكثير من تطبيقات التحويلات المالية كذلك تستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة للكشف عن الاحتيال أو تعرض حسابات العملاء للخطر مثل خدمة باي بال الشهيرة لتحويل الأموال إلكترونياً.
المساعد الرقمي – أمثلة على الذكاء الاصطناعي
في أكتوبر 2011، أصبح المساعد الصوتي سيري Siri من شركة آبل أول مساعد رقمي يتم استخدامه بشكل افتراضي في الهواتف الذكية. ومنذ ذلك الحين وحتى الآن تطورت خدمة المساعد الرقمي بشكل رائع.
أصبح لدى هواتف أندرويد أيضاً المساعد الرقمي Google Assistant والذي يدمج ما بين البرمجة اللغوية العصبية وتعلم الآلة ليصبح على دراية جيدة باللغة البشرية.
وسواءً كنت تستخدم مساعد جوجل أو سيري، فإن المساعد الرقمي أصبح الآن أكثر كفاءة وبقدرته تحليل تفضيلات المستخدم وعاداته وجدوله، وبالتالي يُمكن للمساعد الرقمي تنظيم الجداول الزمنية وإنشاء التذكيرات واقتراح أنشطة مفيدة وإجراء عمليات البحث على الإنترنت والتكامل مع التقويم الخاص بك، وحتى استدعاء خدمة التاكسي تحت الطلب مثل أوبر أو كريم.
تحويل الصوت إلى نص أو العكس
على الرغم من أن بعض الهواتف الذكية يُمكنها القيام بوظيفة تحويل الصوت إلى نص من خلال المساعد الرقمي أو أي تطبيقات متخصصة إلا أن هذه التقنية تطورت لسنوات حتى أصبحت الآن أكثر كفاءة ودقة وتجعل المستخدم يتخلى عن النسخ اليدوي للنص.
يوجد اليوم العديد من البرمجيات المتقدمة التي يُمكنها تحويل صوتك إلى نص مكتوب بطريقة مدهشة. والأمر لا يقتصر على ذلك، بل يُمكنك تحويل النص إلى صوت من خلال تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة عبر تطبيقات خاصة وحتى اختيار لغة الشخص المتكلم وجنسه.
لا تزال تقنية تحويل النص إلى صوت بحاجة إلى تحسينات فيما يخص بعض اللغات مثل اللغة العربية، ولكن في الوقت الحالي فهي تعمل بشكل رائع مع اللغة الإنجليزية وغيرها.
أجهزة المنزل الذكي – أمثلة على الذكاء الاصطناعي
تستخدم العديد من الأجهزة المنزلية الذكية الآن تطبيقات الذكاء الاصطناعي للحفاظ على الطاقة أو التحكم في بعض الوظائف داخل المنزل مثل الإضاءة والموسيقى وغيرها.
على سبيل المثال، تستخدم منظمات الحرارة الذكية مثل Nest عاداتنا اليومية وتفضيلات التدفئة أو التبريد لضبط درجات حرارة المنزل بشكل تلقائي. كما يمكن للثلاجات الذكية إنشاء قوائم تسوق بناءً على ما هو غير موجود على أرفف الثلاجة وإرسال القائمة إلى هاتفك تلقائياً.
لا تزال الطريقة التي نستخدم بها الذكاء الاصطناعي داخل منازلنا في مرحلة التطوير ولكن مع فهم أكبر لطبيعة السلوك البشري سيكون بوسع الشركات التقنية تقديم المزيد من الحلول المهمة داخل المنازل.
أخيراً ..
هناك العديد من الأمثلة الأخرى للذكاء الاصطناعي مثل تطبيقات البريد الإلكتروني والتسوق عبر الإنترنت وتطبيقات لوحة المفاتيح الذكية والخدمات البنكية والتمويل. كل هذا يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في قراراتنا وأسلوب حياتنا.